واحة التفكير
مقياس هيرمان بين التفرد والتكامل‘
الأربعاء 6 شعبان 1435 هـ الموافق 4 يونيو 2014 م
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
أعتبر هذه الكلمات تفكير بصوت مرتفع عما في داخلي وأحببت أن نتقاسم فيها الفائدة..
راودتني العديد من الأسئلة عن مقياس هيرمان ومدى تكامله وتطبيقه في الحياة العملية ، وأسئلة أخرى عن ماذا يمكن أن يعطيني هيرمان وماذا لا يعطيني..
وزاد من تساؤلاتي تلك ما أثارته في خلدي أسئلة عدد من الإخوة والأخوات بعد الدورات التدريبية حول بعض الشخصيات المحيطة بهم وسلوكياتهم وكيف يمكن أن يقيموا تلك الشخصيات ويفهموها.. إضافة لما خلصت به وأنا أتأمل نفسي والبشر حولي وأحاول أن أحلل مواقفهم وأفعالهم وتصرفاتهم وكلماتهم..
فوجدت في الجملة أن هذا المقياس (هيرمان) من أفضل وأروع المقاييس لفهم طرق تفكير الآخرين وتفضيلاتهم الفكرية وكيفية تعاملهم مع المعلومات حولهم ومعالجتها ، ومن ثم يمكن توظيف هذه المعطيات الثرية واستثمارها للتغيير والتطوير والعمل.. وهذا ما أعطاني إياه مقياس هيرمان..
لكن يبقى في رأيي أن هيرمان لوحده مجردا من أي أدوات أخرى لا يعطيني القدرة على فهم شخصيات الآخرين و الحكم عليهم أو تصنيفهم بدقة متناهية حتى وإن أجروا الاختبار الأصلي كاملا..
ذلك أن الحكم على الأفراد هو حكم على شخصيتهم.. والشخصية مختلفة تماما عن نمط التفكير وليست متحددة به وحده وبطبيعته فحسب.. وهذه النقطة الفارقة التي اكتشفتها وأنه لا يعطيني إياها مقياس هيرمان إلا بتكامل أدوات أخرى علي امتلاكها..
ومن خلال اطلاعي على مكونات الشخصية البشرية في علم النفس ، وقراءتي عددا من التعريفات يفوق 40 تعريفا للشخصية تتفاوت وتختلف في مفرداتها لكنها تتشابه في مفهومها .
وجدت أن الشخصية بشمولها شيء واسع جدا يتكون من مزيج وخليط من صفات جسدية ونفسية وعقلية مكتسبة وموروثة.. وأنها تتأثر بالبيئة .. وأنها تعتمد على العادات والقيم والتقاليد والعواطف والمشاعر والمعتقدات عندما تتفاعل جميعها مع بعضها البعض في التعاملات الحياتية .
وبناء على ما سبق خلصت من تأملاتي لما سبق مطالعته بالنقاط التالية :
- الشخصية أكثر شمولا وأوسع مفهوما من نمط التفكير..
- نمط التفكير أحد مكونات الشخصية لكنه لوحده لا يعطيني انطباعا عن نوع الشخصية ..
- لكل شخصية نمطها الخاص بها في التفكير حتما..
- قد تتشابه أنماط التفكير لدى أكثر من فرد لكن تختلف شخصياتهم الكلية تماما..
- أن تعرف نمط تفكير الشخص لا يعني أنك أدركت ما هي شخصيته وتفصيلاتها..
- إن أدركت شخصية أحدهم بدقة فستتجلى لك تفصيلات عن نمطه تفكيره..
- لتتعرف على شخصية أحدهم أنت بحاجة للتعرف على عوامل أخرى مضافة لنمط التفكير..
لذا حقيقة أيها الإخوة والأخوات أرى أن هيرمان يكون ذا نفع أكبر وفائدة أعمق عندما يتداخل مع العلوم الأخرى التي تتحدث عن فهم الإنسان وطبيعة تصرفاته وتقسيماته.. وليس من العادل له وللآخرين _في رأيي القاصر _ استخدامه وحيدا للحكم على الشخصيات.. فمن خلاله يمكن الحكم على نمط التفكير للشخصية فحسب..
لأن هناك فرق بين الشخصية والتفكير .. وفرق في تصنيف الشخصية وتصنيف التفكير.. وفرق في الحكم على الشخصية والحكم على نمط التفكير..
هذا ما أجبت به على نفسي وهي تتساءل عن مقياس هيرمان ومقاييس وتصنيفات أخرى .. وكيفية الربط بينه وبينها..
لذا أحببت مشاركتكم هذه الإجابة لأستفيد مما لديكم ..
دمتم رائعين معطائين‘‘
بقلم المشرف العام/ د. حسين عيادة