واحة التفكير

نهاية مأساوية ؟.. أم بداية جديدة ؟؟

الأحد 2 رمضان 1435 هـ الموافق 29 يونيو 2014 م

.. ومنهم نستفيد ..

نهاية مأساوية ؟.. أم بداية جديدة ؟؟

حوادث ..

صدمات ..

إخفاقات ..

تحدث لنا في لحظات .. وتغيّر حياة الكثيرين منا ...

أما اتجاه منحنى التغيير..؟ وهل هو في صعود أم هبوط ؟

فهذا يحدده ويقرره كل فرد منا .... باختياره.

 

أتشرف في هذه السطور القليلة بالتحدث عن رمز من رموز التحدي والصمود أمام عوائق يظنها بعض الناس قااااضية لا تقوم لصاحبها من بعدها قائمة ..

 

إنه شاب تحلى بصفات نوعية، فكيف لا تأخذ بيد صاحبها نحو التميز والنجاح ؟!

من يقرأ له أو عنه، أو يشاهده في أحد اللقاءات، يلمس هذه الصفات بوضوح كما لمستها أنا .. والتي من أبرزها الأمل والإصرار والتحدي والطموح.. ثم المثابرة التي دعمت كل ذلك بهمة عالية وعزيمة لا تعرف إلا قواعد النجاح ..

 

إنه الشاب الطموح –(* محمد الشريف *)-  الملازم في الدفاع الجوي الملكي السعودي، من مواليد عام 1983 والذي وقع له حادث قبيل وصوله مكة لأداء العمرة ذات يوم، فأصيب بكسر في العمود الفقري وكسور أخرى متفرقة .. أفاق محمد بعد ستة أيام من الغيبوبة ليجد نفسه وسط دموع الأهل والمحبين، ويكتشف إصابته بالشلل..

نصحه طبيب شهير في ألمانيا بالتركيز على تقوية عضلات اليدين قائلاً له : "يقولون بأنك كنت ضابطا في بلدك، هذا يعني أنك ذو فكر رفيع وثقافة عالية فلن أتعب في إيصال المعلومة إليك .. يجب أن تركز على أطرافك العلوية وتقوية يديك لتساعدك في قضاء احتياجاتك على كرسي متحرك بقية حياتك، ولا تضيع وقتك بعلاج رجليك فلن تعود إليها الحركة مطلقا"..

 

لكم أن تتصوروا مدى الصدمة في موقف كهذا أيها الكرام ، لقد تلاشت كل أحلامه وطموحاته في لحظات .. وظل فترة يعاني مرارة الواقع الجديد .. إلى أن استعاد نور الأمل في داخله .. استعاد ذلك الوهج القديم الذي كان يحثه دوماً على التخطيط للنجاح وتحقيق الأهداف...

 

واظب ’محمد‘ على التمرين، كما أبدع في التحكم بالكرسي المتحرك حتى صار يصعد به السلالم وصار يعتمد على نفسه اعتماداً تاماً في كل احتياجاته .. وذات يوم شعر بحركة في إحدى فخذيه.. فتجدد الأمل لديه وأدرك أن قدرة الله سبحانه لا تحدها حدود .. وأنها فوق كلمات الأطباء.

 

 

لم يكتفِ ’محمد‘ بقدرته على تلبية احتياجاته الشخصية، بل انطلق في الحياة واستعاد متعته القديمة في صياغة الأهداف، والتخطيط لكيفية تحقيقها، ومن ثم لذة النجاح في بلوغها ...

 

أصبح ’محمد‘ معالجاً بالترفيه ومدرباً في مهارات استخدام الكرسي المتحرك، وقدم العديد من الدورات والورش في مختلف المراكز المهتمة بذوي الإعاقة؛ كما استثمر موهبته وميوله الفنية فساهم مع مجموعة من ذوي الإعاقة في مسرحية ‘مثلي مثلك’ والتي طرحت قضية دمج المعاقين في المجتمع.

 

 

’محمد‘ يقول أن طموحاته وأحلامه اليوم أكثر من السابق، وأن حياته أصبحت أفضل مما كانت عليه قبل الحادث ..

وهو يرفض أن يطلَق على أمثاله مسمى "ذوي الاحتياجات الخاصة"، ويؤمن أن احتياجاتهم طبيعية، وأن الكرسي المتحرك كالنظارة لضعاف النظر تماماً .. هو مجرد أداة تعينهم على أداء أفضل في حياتهم.

 

’محمد الشريف‘.. وغيره من ذوي الإعاقة ، حققوا ما عجز عن تحقيقه كثير من الأصحاء ...

 

إنها ببساطة ~ معادلة النجاح ~ لا تخذل من يؤمن بها ويتبع قوانينها ويعرف أسرارها ويتذوق لذتها.