واحة التفكير
~* وَهْمُ الارتِـواء ~*
~* وَهْــمُ الارْتِـــواء ~*
منذ سنوات
عرفت سراً للسعادة ..
سراً كلّف الكثيرين ألم النفس وماء العينين
سراً كلفهم أسر القلب وانشغال البال وراحته
سراً بتُّ أنادي به
أدعو إليه
أنصح به
ألا وهو :
قلبك عزيزي .. لا تعلّقه بمخلوق
لا حُبًّا ولا ولهاً ولا رجاءً ولا أملاً ..
قلبك عزيزي دعه خالياً من كل حُبٍّ إلا في الله
من كل تعلُّقٍ إلا بالله
لا تترك لنفسك العنان بل امتثل قول المنان :
~("وأمّا مَن خافَ مَقامَ رَبّهِ وَنَهى النّفسَ عَن الهَوى فإنّ الجَنّة هيَ المَأْوَى")~
إنه والله مَن جَرّب الحب ما وجد منه
إلا العذاب
إلا السهر
إلا الألم
دعني أكون صادقاً ودقيقاً أكثر ...
وَجَدَ منه
نشوةً
فرحاً
سعادةً
انشراحاً
إحساساً بأنه امتلك الدنيا
إحساساً بأنه أسعد إنسان
إحساساً بأنه فوق السحاب
إحساساً بأنه في عالم آخر
يعيش فيه وحده
ملكاً أميراً منتشياً
لا تتعجب عزيزي إنها سَكرةُ الحبِّ
فالحب له سكرة
تشعر فيها بسعادة
لكنها والله زائفة
وبقدر تلك السعادة
بقدر ما يكون الألم والعذاب بعدها
سرعان ما تفيق منها فتشعر
بالاحتياج
بالأسْر
بالاشتياق
بالألم
بالعذاب
تبحث عن إبرة وصال أخرى؛ فمفعول الإبرة السابقة قد انتهى ...
تبحث عن مصدر لشحن مشاعرك لتعيش
لتبتسم
لتكون سعيداً
لتكون مُنتِجاً
لتكون ...
ودعني أقولها ...
لتكون طبيعياً
أيُّ حياةٍ هذه ؟؟
أعلمت لماذا ؟؟
لأن شحن مشاعرك
شحن عواطفك
ليس من مصدر إلهيّ
لأن حبك لم يكن لله
وتعلقك لم يكن بالله
بل ببشر قلبك وقلبه بين إصبعين من أصابعه ..
لأنك ظمأت ولكنك رويت عطشك بماء مالح يشعرك بوهم الارتواء وهو في الحقيقة لا يزيدك إلا عطشاً
...
بقلم المدرب الأستاذ : محمد فهد المالكي