واحة التفكير
تقرير عن كتاب : المنهج المدرسي للموهوبين والمتميزين ~ أ.د.جودت سعادة
المنهج المدرسي للموهوبين والمتميزين
(أول مرجع باللغة العربية عن المنهج المدرسي للموهوبين والمتميزين)
~(* وبقراءة معلومات الفصل الثالث والرابع منه ربما يحكم الفرد على نفسه إن كان موهوبا أم لا *)~
صدر عن دار الشروق للطباعة والنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمان ، أول مرجع باللغة العربية عن موضوع مهم وهو: المنهج المدرسي للموهوبين والمتميزين School Curriculum for Gifted and Talented، من تأليف الأستاذ الدكتور جودت أحمد سعادة ، عميد كلية العلوم التربوية وعميد البحث العلمي السابق في جامعة الشرق الأوسط الأردنية ، ويقع هذا المرجع في (446) صفحة من القطع المتوسط .
وكانت عملية الاهتمام العلمي العميق بموضوع الموهوبين والمتميزين قد بدأت على يد العالم الفرنسي المشهور بينيه Binet في بداية القرن العشرين , والذي استطاع وضع أول مقياس للذكاء أو للقدرات العقلية بشكل دقيق سمي بمقياس بينيه.
ثم جاء بعد ذلك المربي الأمريكي المعروف تيرمان Terman ليضيف إضافات كمية ونوعية عديدة على ما فعله بينيه ، ويعدل في مقياسه الذي سمي بمقياس ستانفورد بينيه Stanford Binet Scale, مما زاد من المساحة التي تم تخصيصها لمجال الموهبة والتفوق أو التميز في المؤلفات والبحوث التربوية والنفسية خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن نفسه .
وبذلت المربية المتميزة هولنجورث Hollingworth ومن بعدها العالِم المعروف كاتل Cattell، جهوداً إضافية طيلة الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن العشرين ، وذلك للرفع من شأن الموهبة والموهوبين . في ضوء زيادة التنافس بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة في السباق نحو الفضاء اعتباراً من أواخر الخمسينيات وحتى أوائل الثمانينيات من القرن ذاته , فقد تمَ تخفيف عملية التركيز على الموهوبين والمتفوقين ، وزاد الاهتمام بالحاسوب والرياضيات والعلوم , حتى ظهرت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين , مجموعة من الأفكار المتطورة في مجال الموهبة والموهوبين , ولا سيما على يد مجموعة من العلماء الذين كرسوا أنفسهم لهذا الميدان . وأصبح الصراع واضحا في وجهات النظر بين العلماء ، حينما نادى فريق بضرورة مراعاة حاجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين وقدراتهم واهتماماتهم , وذلك عن طريق فصلهم في مدارس أوصفوف دراسية خاصة بهم , حتى يحققوا الأهداف المنشودة أو المرغوب فيها من جانبهم , وبإشراف المؤسسات المتخصصة في هذا المجال الحيوي من مجالات التربية والتعليم .
وفي الوقت نفسه ، طالب الفريق الإنساني من المربين ، بضرورة دمج الموهوبين والمتميزين مع بقية الطلبة العاديين , حتى تعم الفائدة للعدد الأكبر من الطلبة في الصفوف الدراسية المختلفة .
ومع ذلك , فقد زاد عدد الأصوات التي تطالب بمراعاة شؤون الموهوبين والمتميزين , تماما كما تتم مراعاة أمور المعاقين جسميا وعقليا , وذلك عن طريق تطبيق مبادئ الإثراء أو الإغناء Enrichment، والإسراع أوالتسريع Acceleration تارة ، وتخصيص بعض الصفوف بل وبعض المدارس الكاملة لهذه الفئة من الطلبة الموهوبين تارة أخرى .
وفي ضوء التنافس بل والصراع الشديد أحيانا بين الأمم والشعوب ليس في المجال العسكري والسياسي فحسب , بل وأيضا في ميادين الاقتصاد والعلم والثقافة والفنون , فقد أخذت دول وشعوب عديدة ، تنظر بالأمل الكبير إلى فئة الموهوبين والمتميزين ليكونوا علماء الغد , والمخترعين , والقادة , والأدباء , والفنانين . ولكن هذا لا يكون بالتمنيات والأحلام فحسب , بل وأيضا بالإعداد الدقيق ، والتخطيط السليم ، والتنظيم المدروس ، والتنفيذ المرغوب فيه بمستويات عالية من الجودة ، للمنهج المدرسي المنشود لهذه الفئة المنميزة من الناس .
وانتقل الاهتمام بالموهبة والتميز من الغرب إلى الوطن العربي وبشكل واضح منذ بداية التسعينيات من القرن العشرين , حيث تشكلت الجمعيات والمراكزالعلمية العديدة , وكثرت اللقاءات والمؤتمرات والندوات التخصصية , وعقدت الدورات والبرامج التدريبية ، وذلك من أجل تأهيل المعلمين والمديرين والمشرفين التربويين ، وإكسابهم مهارات التفكير الناقد والتفكيرالإبداعي , والاهتمام بالموهوبين والمتفوقين ورعايتهم على أفضل وجه .
وبدأنا نرى بوادر المؤلفات العربية حول الموهبة والموهوبين والتفوق والمتفوقين بشكل خجول في العقدين الأخيرين من القرن العشرين , ولكنها زادت بشكل ملحوظ مع بدايات القرن الحادي والعشرين . ومع ذلك , فإن أياً منها لم يتناول المنهج المدرسي للموهوبين والمتميزين , حتى صدور هذا الكتاب , مما جعله أول مرجع باللغة العربية على الإطلاق ، عن هذا المجال التخصصي الدقيق والمرغوب فيه من مجالات التربية وعلم النفس .
ورغم أن العنوان الرئيس للكتاب يدور حول المنهج المدرسي للموهوبين والمتميزين , فقد تناول موضوعات ذات أهمية بالغة في عالم الموهبة والتميز , وبستة فصول كاملة من بين ثلاثة عشر فصلا مستقلا اشتمل عليها هذا الكتاب المرجع .
وقد ركز الفصل الأول من المرجع على الخلفية التاريخية لتربية الموهوبين منذ أيام الحضارة اليونانية ، والرومانية ، والصينية ، والهندية ، والفرعونية ، وحضارة ما بين النهرين في العصور القديمة ، مروراً بالعصور المظلمة ، فالعصور الوسطى والحضارة العربية الإسلامية ، إلى عهد الامبراطورية العثمانية ، فالعصر الحديث ، حيث العلماء المشهورين أمثال داروين Darwin ، وجالتون Galton، وبينيه Binet، وهاريس Harris ، وتيرمان Terman، وهولنجورث Hollingworthوكاتل Cattellوثورندايك Thorndike، وونديت Wundt، ورينزولي Renzulli ، وجاردنر Gardner ، وستيرنبرج Sternbergوغيرهم, مع توضيح الجهود البارزة في هذا الصدد للأمم والشعوب والأفراد من هؤلاء العلماء المشهورين والباحثين المبدعين .
ودار الفصل الثاني من فصول هذا الكتاب المرجع حول أهمية تربية الموهوبين The Importance of Gifted Education ومبررات الاهتمام بها من ناحية , وطرح التعريفات Definitions الكثيرة لكل من الموهبة Giftedness والموهوب Gifted والتفوق أو التميز Talent والمتفوق أو المتميز Talented, وذلك على لسان مشاهير العلماء الذين اهتموا بهذا المجال المهم من مجالات التربية والتعليم ، مع توضيح الفرق بين هذه المصطلحات التربوية المتخصصة من ناحية ثانية .
أما الفصل الثالث فقد تناول موضوعا في غاية الأهمية ، يتمثل في صفات أو خصائص الموهوبين والمتميزين Characteristics of Gifted and Talented ، ولا سيما المعرفية منها ، والأكاديمية ، والجسمية والسلوكية ، وعمليات التواصل مع الآخرين ، والنضج المبكر في المجال الفكري واللغوي ، وامتلاك مهارات التفكير المنطقي ، والقدرات مبكرة الظهور في الرياضيات والموسيقى والفن ، والاتصاف بصفات التصميم ، والمثابرة ، والدافعية ، والهوايات المتقدمة ، والاتصاف بالخصائص الوجدانية أو الانفعالية مثل امتلاك المهارات الاجتماعية ، والتكيف الشخصي والاجتماعي ، والميل إلى الاستقلالية ، والثقة بالنفس ، والتحكم بالذات ، والميل إلى الأساليب المفضلة لكل من التعلم والتعليم من جهة ، والتدريب والتفكير من جهة أخرى ، مع التعبير الواضح عن النفس ، وامتلاك مزايا التفكير الأخلاقي ، والتعاطف مع الناس الآخرين الذين يستحقون ذلك .
وركز الفصل الرابع من هذا الكتاب المرجع على خطوات تحديد أو اكتشاف الطلبة الموهوبين والمتميزين Defining or Discovering Gifted andTalented Students، وتتمثل في ست خطوات هي : ضرورة زيادة الفهم للموهبة والموهوبين والتفوق والمتفوقين ، وذلك عن طريق العمل على المشاركة في عملية صناعة القرارات ، والإلمام الدقيق بخصائص الطلبة الموهوبين والمتميزين ، وتحديد البرامج المناسبة لهذه الفئة من الطلبة ، وتحديد طرق التنفيذ المطلوبة ، والوقت المحدد لكل واحدة منها .
أما الخطوة الثانية لتحديد الموهوبين فتتمثل في تنفيذ عملية عرض المعلومات المتاحة ، عن طريق التواصل مع الأطراف ذات العلاقة فيما يتصل بعرض المعلومات وغربلتها أو تصفيتها ، وضرورة استخدام مصادر غربلة متعددة ، وإبلاغ الوالدين بمجريات الأمور أولاً بأول .
أما الخطوة الثالثة فتتلخص في تطبيق أسلوب الغربلة ، وذلك عن طريق تطبيق العدالة بين الطلبة مهما تنوعت خلفياتهم العرقية والثقافية ، وضرورة شمول جميع الطلبة ضمن عملية التصفية أو الغربلة ، ووضع معايير لضبط عملية تطبيق أدوات اختيار الموهوبين .
في حين ركزت الخطوة الرابعة على تصميم ملف خاص بمعلومات الطالب الموهوب ، مع الأدلة المستندة إلى علامات معايير التصفية ، وتشمل جمع بيانات إضافية، وتسجيل نقاط القوة للطالب الموهوب ، ورصد مجالات الاهتمام لديه ، وتسجيل الخبرات السابقة له .
أما الخطوة الخامسة فتدور حول ضرورة التوصية ببعض الخدمات ، وذلك عن طريق تشكيل فريق مراجعة ، واتخاذ القرارات الملائمة في ضوء الأدلة المتوفرة ، وتوصيل النتائج إلى ذوي العلاقة والاهتمام .
بينما اهتمت الخطوة السادسة بتحديد الموهوبين مع ضرورة التخطيط لعملية تنفيذ الخدمات المطلوبة بفاعلية كبيرة ، وذلك عن طريق تنفيذ الخطة التربوية الملائمة ، والترتيب لعملية مراجعتها .
كما تطرق الفصل الرابع أيضا إلى طرق تحديد الموهوبين والمتميزين وعلى رأسها مقاييس الذكاء مثل مقياس ستانفورد بينيه Stanford Binet Intelligence Scale ، ومقياس وكسلر لذكاء الأطفال Wechsler Scale، ومقياس Otis-Lenon، ومقياس كولمان أندرسون Kuhlman Anderson، بالإضافة إلى اختبارات التحصيل Achievement Tests، واختبارات الإبداع Creativity Tests، كاختبارات تورانس Torrance Tests ، وترشيحات المعلمين وأولياء الأمور والأقران ، ودور المصفوفات والأدوات المتعددة مثل مصفوفة بالدوين Baldwin Matrix وأداة فريزر Fraser Tool ، وتقييم جاردنر للذكاءات المتعددة Gardner Evaluation ، وأداة ميكر Maker Tool ، وحوض التفوق للمربي المعروف رينزولي Renzulli Basin of Talent .
أما الفصل الخامس من هذا الكتاب المرجع فقد تناول موضوع الإغناء أو الإثراء Enrichment للتعامل مع الطلبة الموهوبين والمتميزين ، وأساليبه المتعددة مثل صقل وتنمية المهارات الكتابية ، ومهارات حل المسائل في الرياضيات ، ومهارات التعامل مع شبكة الإنترنت ، ومهارات البحث العلمي ، ومهارة التنبؤ ، ومهارة حل المشكلات بطريقة إبداعية ، ومهارة استخدام الدراما ، مع إمكانية أن يؤدي الإثراء السليم الى جعل الطالب موهوبا بالفعل .
ولما كان أسلوب الإسراع أوالتسريع Acceleration من الأسس المهمة لتربية الموهوبين والمتميزين , فقد عالج الفصل السادس من الكتاب هذا المبدأ , موضحا أساليبه المتعددة ، وفوائده الأكاديمية والنفسية والاجتماعية الكثيرة ، ومن هذه الأساليب الترفيع الاستثنائي للطلبة الموهوبين والمتميزين ، والالتحاق المبكر برياض الأطفال أو الأول الأساسي , وتخطي المواد الدراسية , والقبول المبكر في المرحلتين المتوسطة والثانوية , وتكثيف المنهج المدرسي أو ضغطه أو اختصاره , والقبول المبكر في الجامعة , والالتحاق ببرنامج البكالوريا الدولي .
وبدأ الاهتمام بالمناهج المدرسية لفئة الطلبة الموهوبين والمتميزين في هذا الكتاب المرجع ، اعتباراً من الفصل السابع وحتى نهاية الفصل الثاني عشر , وبستة فصول كاملة .
فقد تناول الفصل السابع فلسفة وتصميم المنهج المدرسي Philosophy and Designing Gifted & Talented Students لهذه الفئة المتميزة من الطلبة , حيث تم التطرق إلى المبادئ الفلسفية لمناهج الموهوبين والمتميزين مثل التركيز على تطوير العمليات العقلية , والتركيز على التكنولوجيا الحديثة , والتركيز على عملية إعادة البناء أو التجديد الاجتماعي , والتركيز على المبرر الأكاديمي من وراء هذه المناهج ، والتركيز على التبريرالمقنع للعمل المهني أو التخصصي . وكان هذا الفصل قد تعرض كذلك إلى فلسفة اختصار المنهج أو تكثيفه أو العمل على ضغطه Curriculum Compacting من أجل الموهوبين والمتميزين ، وتطوير عملية تصميم المناهج الخاصة بهم ، والمعاييرالمهمة لتصميم المناهج المرغوب فيها .
وركز الفصل الثامن لهذا الكتاب المرجع على تطوير مجال المنهج المدرسي وتتابعه للموهوبين والمتميزين Developing Scope and SequenceofGifted & Talented School Curriculum, ولا سيما من حيث الخطة العامة لمجال المنهج المدرسي , وتحليل النماذج التعليمية التعلمية الملائمة للأهداف , وصياغة أهداف خاصة تقيس نواتج تعلم الطالب لكل هدف من أهداف المنهج , واختيار وتطوير الأدوات والإجراءات الواجب استخدامها لتقييم الحاجات الخاصة بالمناهج المدرسية لفئة الموهوبين والمتميزين .
أما الفصل التاسع للكتاب فقد دار حول عملية اختيار مناهج الموهوبين وتعديلها وتكثيفها Curriculum Selecting , Modifying & Compacting ، إذ تمت مراجعة نظرة ستيدمان Steadman إلى مناهج الموهوبين والمتميزين , وتوضيح عملية اختيار المناهج المدرسية لبرامج هذه الفئة , وتعديل المنهج العادي كي يناسب الطلبة الموهوبين والمتميزين , ومشاركة هؤلاء الطلبة في المناهج المتداخلة مع بعضها بعضا .
وكانت قد ظهرت منذ العقود القليلة الأخيرة من القرن العشرين العديد من القضايا التي أثرت وما زالت تؤثر في المناهج المدرسية للطلبة الموهوبين والمتميزين Issues Related to Gifted and Talented School Curriculum, حيث بدأت بتلك القضايا التي ظهرت في نهاية عقد الثمانينيات وانتقلت إلى نهاية عقد التسعينيات من القرن ذاته مثل قضايا تحديد الموهوبين ، والتدخلات الكثيرة في هذا الشأن ، وتطبيق المنحى التكاملي في المناهج ، واستخدام الوحدات الدراسية القائمة على حل المشكلات, ثم ظهور فكرة المنهج المدرسي كمنتج إبداعي لهذه الفئة المتميزة من الطلبة بعد ذلك , مع طرح إسهامات متعددة حول مناهج الموهوبين من مصادر أخرى متنوعة . كل هذه الموضوعات الفرعية كانت مطروحة في الفصل العاشر من هذا الكتاب المرجع .
ونظراً لاهتمام كثير من المربين المتخصصين في عالم الموهبة والتفوق بمبدأ تمايز المنهج المدرسي للموهوبين والمتفوقين CurriculumDifferentiation، فقد دار الفصل الحادي عشر من الكتاب حوله , بعد تأكيد كابلان Kaplan في خطتها على ضرورة تعميق مناهج الموهوبين وصعوبتها , مع طرح أفكار المربي كيروز Keirouz عن تمايز المنهج من جهة ، وأفكار ميكر Maker من جهة ثانية , ولا سيما من حيث توفر البيئة التعليمية الملائمة , وتعديل محتوى المنهج ، وعملياته المتعددة ، ومنتجاته أو نواتجه المتنوعة .
وبما أن المنهج المدرسي يبقى قليل الفائدة دون تطبيقه في الميدان , فقد ركز الفصل الثاني عشر من الكتاب على اقتراحات تربوية من أجل تدريس مناهج الموهوبين والمتميزين Educational Suggestions for Teaching Gifted & Talented Curriculum، وعلى رأسها ضرورة أن يتكيف المعلم مع الخصائص الذهنية للطلبة الموهوبين والمتميزين , وتطبيق مبدأ المنحنى الطبيعي معهم , وتطبيق إجراءات تقييم غير رسمية لمصلحتهم , والإلمام بالنظريات والأفكار التي طرحها كل من بياجيه Piaget وبلوم Bloom في هذا الخصوص ، واللجوء إلى أولياء الأمور كمصادر معلومات عن الطلبة الموهوبين والمتميزين ، واكتشاف أهمية عملية الإسراع أو التسريع ، والإلمام بأساليب التعلم عن بعد , والتعلم من خبرات الآخرين وتجاربهم , واللجوء إلى المصادر الخارجية ذات العلاقة بتربية الموهوبين والمتميزين .
وبسبب أهمية الدراسات والبحوث التجريبية والميدانية Field & Experimental Research Studies بالنسبة للطلبة ، وأساتذة الجامعات ، والباحثين ، والمهتمين بميادين الموهبة والتفوق , فقد تناول الفصل الثالث عشر والأخير من هذا الكتاب المرجع بالكثير من الدراسات العربية والأجنبية ذات الصلة ، والتي اهتمت بالموهوبين والمتميزين من جوانب مختلفة , مما يجعلها ذات فائدة كبيرة لمن يريد إجراء المزيد من الدراسات والبحوث لهذا المجال المهم ، الذي ما زال بكراً ، إذا ما قيس بغيره من المجالات الأخرى للتربية وعلم النفس .
وجاءت في نهاية هذا الكتاب المرجع قائمة طويلة جداً من المراجع العربية والأجنبية التي شملت أربعماية وثمانية مرجع , مما يجعلها ذات فائدة قصوى للطلبة والمعلمين وأساتذة الجامعات والباحثين للرجوع إليها كلما تطلب الأمرمن الإنسان التعمق في عالم الموهبة والتميز .
ورغم كل ما ذكر عن مزايا هذا المرجع العربي الأول عن المنهج المدرسي للموهوبين والمتميزين , فإن المؤلف يبقى يؤمن بأن جهد الإنسان الفرد لن يصل مطلقا إلى مستوى الكمال , بل لا بد من أنه بحاجة إلى وجهات نظر أخرى ، ولا سيما من جانب القُراء والباحثين والطلبة لإبداء آرائهم فيه , وهذا ما يهدف إليه المؤلف في نهاية المطاف , إذ يفتح صدره وقلبه ، للتفكير الناقد والبناء لمحتويات هذا المرجع ، وموضوعاته المتعددة ، وطريقة عرض المادة فيه , وذلك طمعا في إجراء التعديل المطلوب ، والتنظيم المرغوب ، والتطوير المنشود نحو الأفضل في الطبعات القادمة بإذن الله . آملا أن يسد هذا الكتاب فراغا ما زال موجوداً في المكتبة العربية حول المنهج المدرسي المأمول لهذه الفئة النشطة من الموهوبين والمتميزين ، الذين تقع على عواتقهم مهمة عسيرة تتمثل في النهوض بالأمة علميا ، واقتصاديا ، واجتماعيا ، وثقافيا ، وعسكريا ، وفوق ذلك كله الحصول على منزلةٍ متميزةٍ بين أمم الأرض الصاعدة والمتطورة .
أ.د. جودت أحمد سعادة