واحة التفكير
لماذا تعجز عن الالتزام بخطتك السنوية ؟ 8 أخطاء تتسبب دومًا في فشل خطتك
لماذا تعجز عن الالتزام بخطتك السنوية ؟
8 أخطاء تتسبب دومًا في فشل خطتك
دون أن نلج إلى الكثير من المقدمات، فما أعنيه هنا بشكل رئيس هو خطتي وخطتك للإنجاز الشخصي في حياتنا، سواء على المستوى العلمي أو المهني أو الثقافي أو الاجتماعي أو حتى الروحي، طالما وضعنا الخطط في المراحل الفارقة من حياتنا، مع بداية العام الجديد، مع لحظات الإفاقة التي تنتابنا، ترتبط الخطط دومًا بالبدايات وحماستها، وغالبًا ما تفقد بريقها ونفقد حماسنا تجاهها مع خفوت بريق البدايات، إذا كنت تتفق معي على هذه المقدمة القصيرة، فهلم بنا إلى الأخطاء الشائعة، فربما تختلف الأمور بعض الشيء عند قراءتك لهذا المقال.
1- ربط التخطيط بالمناسبات
«كثيرًا ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته، ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة، كتحسن في حالته، أو تحول في مكانته. وقد يقرنها بموسم معين، أو مناسبة خاصة كعيد ميلاد، أو غرة عام مثلاً. وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافدًا من روافد القوة المرموقة قد يجيء مع هذا الموعد، فينشطه بعد خمول ويُمَنِّية بعد إياس. وهذا وهم كبير».
هذه الفقرة مقتطفة من كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي، لا تجعل وهم التسويف وانتظار المناسبات يتحكم فيك، ضع خطتك في الوقت الذي تحتاج فيه دومًا إلى وضعها، وعدلها وارجع إليها في أي وقت، لا تنتظر مناسبة ما كي تغير حياتك فالمناسبات لا تغير حياة أحد.
«فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس. والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت، ولا تصرفه وفق هواها. إنه هو الذي يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها، كبذور الأزهار التي تُطمر تحت أكوام السبخ، ثم هي تشق الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة».
هذا هو الحل نقتبسه لك من ذات الكتاب أيضًا، فالخطة تنبع في الأساس من نفسك ورغبتك وعزيمتك، وليس من قوة المناسبات أو البدايات المتحمسة.
بالطبع لا أدعوك ألا تكتب خطتك مع بداية العام، فقط أدعوك ألا تكرر أخطاءك السابقة، كما أدعوك حال وقع بين يديك هذا المقال -أو مثله- في منتصف العام وبلا مناسبة ألا تدعه جانبًا، خذ قرارك من نفسك فورًا.
2- لماذا تخطط؟
الكثير ممن يضعون الخطط يضعونها فقط لأنهم تعلموا أنهم يفترض بهم أن يخططوا، كما لقنوا عبارات على شاكلة “إذا لم تكن تخطط فأنت بالتأكيد تخطط للفشل” أو “إذا لم تكن لك خطط فسوف تصير جزءًا من خطط الآخرين، يؤسفني أن أخبرك أن هذه المقاربة خاطئة بشكل كبير.
الخطط ليست ناجزة بذاتها، وليس معنى أنك وضعت خطة على الورق أنها صارت خطتك فعليًّا، ربما لا تتعدى خطتك كونها خطة جميلة نظريًّا، ببساطة لأنها ليست خطتك رغم أنك خططتها بيديك.
هل تملك ما تسعى لتحقيقه في حياتك ويشغل بالك فعليًّا؟ هل تشعر أن إنجازات بعينها فاتتك لأنك لم تخطط لها بشكل جيد؟ هل يمكنك أن تكتب لنفسك 5 فوائد رئيسة ستجنيها إذا خططت، أو 5 أشياء فقدتها لأنك لم تخطط بشكل جيد؟
لا أحد يخطط للاشيء، إذا لم يكن لك حلم وهدف تسعى لتحقيقه في حياتك فلا قيمة لخطتك، لأنك ببساطة أنت من تصنع خطتك، وليس خطتك هي من تصعنك.
3- ما الذي تريد أن تصل إليه؟ ارسم الصورة الكلية أولاً
لا تمسك ورقة وقلم وتشرع فورًا في كتابة قائمة مطولة بما تريد فعله، فسرعان ما ستنفض عنها مع أول لحظة فتور تنتابك، ارسم صورة لنفسك أولاً: ما الذي أريد أن أكون عليه خلال 5 أعوام مثلاً “روحيًّا- اجتماعيًّا- تعليميًّا- مهنيًّا- …إلخ”، خط هذه الصورة على الورق، اصنع علاقة بينك وبين شخصيتك المستقبلية، حاول أن تذكر نفسك دومًا سواء بوضع هذه الصورة في محفظتك، أو تعليقها في حجرتك، أو أي طريقة أخرى تفضلها.
4- خطتي مكدسة بالأهداف والمهام
تعلمت في وضع الخطط بالطبع أن تضع أهدافك أولاً، وتحدد الأهداف بحسب أدوارك في الحياة “أهدافي كطالب أو مهني- أهدافي كابن أو ابنة أو أب أو أم- أهدافي الثقافية- الاجتماعية- …إلخ”، وبعدها تشرع في كتابة قائمة المهام والوسائل التي تنوي القيام بها لتحقيق كل هدف.
حسنًا ضع قائمة أهداف ومهام أقل مما ترغب في تحقيقه، اختصر قائمة أهدافك ومهامك قدر المستطاع، إذا وجدت في قائمتك 10 أهداف فقم بتحديد الـ5 أهداف ذات الأولوية بالنسبة لك، كذلك في قائمة مهامك، إذا كنت ترغب في قراءة 20 كتابًا مثلاً فحدد العشرة الأهم منها، كلما كانت قائمتك مختصرة، كلما زاد إنجازك وارتفعت معنوياتك.
5- لا بد أن أنفذ الخطة كاملة، وإلا سأتركها
«بمجرد أن أكتشف قصورًا في تنفيذ خطتي، سرعان ما أطيح بها تمامًا»، هذه هي الشكوى المعتادة، بالطبع مع اختلاف العبارات، السؤال الذي نتهرب منه هنا؟ أيهما أفضل: أن تنجز نصف خطتك أم ألا تنجز شيئًا على الإطلاق؟
لا تقم بترحيل المهام التي فشلت في أدائها في خطتك، قم بتجاهلها تمامًا وانتقل إلى المهام التالية، في النهاية خطتك الأولى غالبًا لن يتم إنجازها كاملة، الأمر كأي شيء يحتاج إلى التدريب والتعود.
6- خطتي سرية ولا يعرف عنها أحد
بالطبع تتمتع خطتك بقدر كبير من الخصوصية، أنا أقصد هنا اختيار أجزاء معينة من مهامك ومشاركتها بصحبة صديق يشارك الاهتمام، كبرنامج القراءة أو الرياضة مثلاً، ستجد هذا الأمر مشجعًا وسيذكر كل منكما الآخر، وستكون فرصة الاستسلام للكسل أقل ما يمكن.
شارك جزءًا من خطتك في التحديات والمناسبات المعلنة، كتحدي موقع جودريدز للقراءة، وتحدي حفظ القرآن الكريم، وتحدي “الكورسات” المفتوحة “MOOC”، ستشعر دومًا برغبة في الإنجاز حتى تخبر الجميع أنك أنجزت التحدي.
7- خطة بدون فراغات
أحد الأخطاء الشائعة في التخطيط، أن تجعل جدول مهامك اليومي مكدسًا بما لا يسمح بأي مساحة للطوارئ أو إضافة مهام جديدة، الفراغات في يومك ستساعدك على التعامل بمرونة مع الطوارئ، كما تساعدك الفراغات الأسبوعية والشهرية على استدراك المهام التي فاتتك، إضافة إلى أن الفراغ يمنحك بعض الوقت للاستمتاع بما تنجزه.
8- لم أتعلم التخطيط
بعض الناس يشرع في وضع خطته مباشرة دون أن يجهد نفسه في تعلم مقدمة مبسطة عن التخطيط، مما يجعله يهدر وقتًا كبيرًا، ننصحك بتعلم شيئًا مبسطًا عن التخطيط للحياة، والكتب والمحاضرات المفيدة في ذلك متوفرة بكثرة في المكتبات وعلى الشبكة الإلكترونية.
صحيفة ساسة بوست الإلكترونية