واحة التفكير

التفـكــير ~ أَصْلُه وتأصيلُه

الخميس 9 ربيع الآخر 1436 هـ الموافق 29 يناير 2015 م

التفـكــير ,,
أَصْلُه وتأصيلُه

المدرب/ عبدالعزيز بن يوسف المديني

 

 

لا شكَّ أن موضوعات التفكير ما تزال تشكِّل علماً جديداً ، وهذا يعتبر عائقاً يواجِه المهتمِّين به لقلة توفر الأطروحات فيه ، وهذا ما يعكس الغموض وعدم  الوضوح في هذا المجال.

وفي محاولة منا لتجاوز هذا الغموض والتداخلات الذي يطبع على هُوِيَّة التفكير ؛ نعرض لكم التفكير أصله و تأصيله.

 

التفكير في اللغة :

التَّفْكِير : مصدر  فَكَّرَ

التَّفْكِير : إعمال العقل في مشكلة ما للتوصل إلى حلها .

فَكَرَ الشخص :  مارس نشاطه الذهني .

" المعجم الوسيط " 

 

 

التفكير في القرآن الكريم :

يبين القرآن الكريم أهمية التفكير في حياة الانسان ورفع قمته ،
قال تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) .

وقد حط القرآن من شأن من لا يستخدم عقله و تفكيره بأن جعله أدنى من الحيوان .  قال تعالى : (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ)  .

ويتضح حرص القرآن الكريم على دعوة الناس إلى التعقل و التفكر من ورود كثير من الآيات التي تتضمن مثل هذه العبارات ( أَفَلَا يَعْقِلُونَ) ، ( أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ) ، ( لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) ، ( لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).

كما وردت مشتقات العقل في القرآن الكريم ( 49 ) مرة ، ومشتقات الفكر ( 18 ) مرة.

 

 

التفكير في العصر الحديث :

خرج  الباحثون و الدارسون بتعاريف كثيرة للتفكير من أشهرها  أضعها هنا :

(1)                        جــون ديــــوي  :

-         التفكير هو  : النشاط العقلي الذي يرمي إلى حل مشكلة ما.

(2)                         إدوارد ديبـونـو :

-         التفكير هو : المهارة التي تدفع بالذكاء الفطري إلى العمل.

 

 

العلاقة بين التفكير و الذكاء :

بعدما تعرفنا على مفهوم التفكير ، يشكل على البعض منا التداخل بين مفهومي التفكير والذكاء.

وحتى نعرف العلاقة بينهما لابد أن نتعرف على معنى  الذكاء، " فالذكاء هو القدرة على الفهم والاستنتاج و التحليل والتمييز بقوة فطرته".

ويمكن أن نعرف التفكير هنا على أنه : " الأداة التي يستخدمها الذكاء للتعامل مع المعلومات والخبرات".

وهنا يشبه دي بونو الذكاء والتفكير بالسيارة و السائق، فالسيارة هي قدرات ( ذكاء )، وقيادتها مهارة ( التفكير )، فالسائق الماهر يقود أي سيارة بفعالية عالية ؛ و السائق غير الماهر قد يدمر أعلى السيارات قدرة.

والذكاء فطري نولد معه، أما التفكير مهارة يجب أن نتعلمها.

 

 

التميز بين  التفكير و مهارة التفكير :

أكثر ما يشكل على المهتمين بمجال التفكير، التمييز بين التفكير ومهارة التفكير. وهنا سنميز الفرق بينهما :

-    التفكير : هو عملية كلية غير مفهومة تماماً، يتم فيها معالجة عقلية للمدخلات الحسية و المعلومات المسترجعة لتكوين الأفكار أو استدلالها.

-    مهارة التفكير : هي عمليات محددة نمارسها عن قصد لمعالجة المعلومات مثل مهارة التركيز والتقويم والتحليل والاستيعاب والمقارنة والتصنيف.

 

 

مستويات التفكير :

يمكن تصنيف مستويات التفكير إلى مستويين واسعين رئيسين هما : 

-    مستويات التفكير الدنيا ( الأساسية ) : يحتوي هذا المستوى على مهارة الاسترجاع والاستظهار والمهارات الأساسية البسيطة مثل ( المعرفة ، الاستدعاء ، الاستيعاب ، الملاحظة ، التطبيق ، المقارنة ، التلخيص ...)

-     مستويات التفكير العليا : تكون أكثر تعقيداً من مستويات التفكير الدنيا من حيث الطرق والقدرة والأداء الرياضي، حيث تشتمل على مهارات التركيب والتحليل والتقويم وما يتفرع منها من مهارات .

 

 

من أنواع التفكير :

-         التفكير التجريبي .

-         التفكير الحسـي .

-         التفكير الاستدلالي .

-         التفكير الحدسي .

-         التفكير البسيط .

-         التفكير المعقد .

-         التفكير  الواقعي .

-         التفكير التخـيلي .

-         التفكير التقريري .

-         التفكير الإبداعي .

 

 

 

المدرب/ عبدالعزيز بن يوسف المديني

( @3z_almadeni )