واحة التفكير

أنماط شخصيات الأطفال

الأحد 28 ذو الحجة 1436 هـ الموافق 11 أكتوبر 2015 م

أنماط شخصيات الأطفال
أ. منار الهدى كمال

أعزائي الآباء والأمهات,

   قد تتساءلون مرارا من خلال تعاملكم مع طفلكم عن نمط الشخصية الذي يميزه, وكيفية التعامل السليم معه. لذلك, اخترنا أن نقدم لكم هنا الأنماط الأربعة لشخصيات الأطفال. ومن الجدير بالذكر أن هذه الأنماط موجودة في جميع الأطفال بنسب متفاوتة, فبعضهم يسيطر عليهم نمط معين, وبعضهم لديهم قدر متساو من كل نمط, بينما يكون عند أطفال آخرين الكثير من أنماط معينة والقليل من أخرى. والأنماط الأربعة هي :

 

 

1.    الطفل مرهف الحس :

وهو الطفل الأكثر حساسية والأكثر شكوى, لذا فهو يحتاج إلى الفهم والاستماع لما يبوح به من مشاعر, كما يحتاج إلى التعاطف وتقدير آلامه ومعاناته. أما محاولة إشعاره أن الأمر لا يستحق كل هذا الحزن والغضب أو أن حل المشكلة سهل , فإنه يؤدي به إلى تضخيم المشكلة لكي يحصل على التعاطف الذي يريده.

 

صفاته : متعاون, ودود, عطوف، يقدر مشاعر الآخرين, مخلص جدا, من الصعب أن يبدأ صداقات جديدة بسرعة, يحتاج إلى وقت طويل لينجز مهامه.

 

نصيحة للمربين :

من المفيد عند التعامل مع الطفل مرهف الإحساس استخدام عبارات مثل: "أعلم ما تشعر به الآن, فلقد مررت بموقف مشابه وشعرت مثلك تماما" فهذا يجعلهم يدركون أنهم لا يعانون وحدهم في هذا العالم. ولكن من الخطأ محاولة إسعاده في لحظات شكواه وحزنه, لأن هذا يجعله يرفض ويصر على مشاعره السلبية وذلك لكسب التعاطف.

 

 

 

2.    الطفل النشيط :

هو طفل متحفز ويهتم بالعمل والفعل والإنجاز. ويصبح أكثر تعاونا أذا أعددت له خطة واضحة ومنسقة مع تقسيم الأدوار للعب أو للقيام بأي نشاط، كأن تقول "اليوم سنذهب إلى البحر وسنقوم بالتالي: السباحة ثم تناول الغذاء ثم لعب الكرة الطائرة", وإلا, فإنه يخرج عن سيطرتك لأنه يميل إلى أن يكون هو المسيطر. ويحتاج هذا الطفل إلى مدح وتقدير نجاحاته, والصفح عن بعض أخطائه وعدم معاقبته أو تخويفه, فهو طفل يتعلم من أخطائه لأنه نشيط وكثير الوقوع في المشكلات.

 

صفاته : قيادي, ذكي, يحترم النظام, يُعتمد عليه.

 

نصيحة للمربين :

عليكم أن تكونوا قادة تتمتعون بشخصية قوية وحزم بعيدا عن التردد والضعف, لأن هذا الطفل يتبع القائد الواثق من نفسه ويتمنى أن يكون مثله. ومن المفيد أيضا تكليف الطفل النشيط دائما بمهام حركية منسقة في البيت والمدرسة لتفريغ طاقاته بشكل إيجابي و تسليمه دور القيادة في بعض الأنشطة، فهو شخص يعتمد عليه.

 

 

 

3.    الطفل سريع الاستجابة :

هو طفل يكتسب شعوره بذاته من خلال استجابته للعالم من حوله ومن خلال الاستكشاف وتجربة كل ما هو جديد. هو طفل يعشق الإثارة والمغامرة كل يوم في حياته. لكن, يقاوم هذا الطفل التركيز, فتجده يغضب إذا طلبت منه ارتداء معطفه أو حذائه مثلا, أو القيام بأي مهمة تتطلب منه التركيز. وهو ينتقل بين الأنشطة والألعاب بسرعة وبدون إتمام المهام، ويترك المكان وراءه فوضويا, وكثيرا ما يتشتت انتباهه, فقد يكون مشغولا في تركيب المكعبات, وما أن يسمع صوتا مفاجئا من التلفاز, حتى يترك ما يقوم به ويفقد تركيزه.

 

صفاته : مغامر, يحب الإثارة ويتمتع بخيال واسع, مرح, اجتماعي ويكون صداقاته بسهولة, يحتاج إلى الدعم ليتحمل المسؤولية, فوضوي.

 

نصيحة للمربين :

إذا أعطيتم الطفل سريع الاستجابة الحرية والمساحة والوقت للاستكشاف والتصرف على طبيعته, فإنه يصبح أكثر تركيزا وينجز المهام بشكل كامل.

وتستطيعون أيضا استغلال صفة التشتت بصورة إيجابية, فعندما يرفض الطفل إنهاء واجباته المدرسية مثلا, فإنه من المفيد أن تشتته وتروي له قصة قصيرة أو تغني له, وعندما ينسجم معها, توجهه مرة أخرى ليعود إلى مهامه. فالقصص الخيالية والأغاني مفيدة جدا لهذا الطفل.

 

 

4.    الطفل المتفتح:

يهتم هذا الطفل بمعرفة وتوقع الطريقة التي ستسير عليها الأمور والمتغيرات التي ستطرأ في حياته. فهو يفضل أن تكون حياته على وتيرة معينة وروتين واضح كي يشعر بالأمان, وذلك بأن يكون هناك وقت للنوم والأكل واللعب و.... وهو يقاوم المواقف الجديدة التي لا يتوقع ماذا سيحصل فيها, ويكون بحاجة إلى إخباره بما يجب عليه فعله ليكون أكثر اطمئنانا وتعاونا.

 

صفاته : أكثر الأطفال طيبة ومراعاة لشعور الآخرين, صبور, مسالم, قليل الحركة, يحب ملاحظة غيره بتمعن.

 

نصيحة للمربين :

إذا كنتم مسؤولين عن تربية هذا الطفل, فإنه من الأفضل أن لا تسأله "هل ترغب باللعب معنا ؟" عندما تراه لا يشارك الآخرين, بل قل: "إنه الوقت المناسب للعب معا" وحفزه وأخبره بما يجب عليه فعله, لكن لا تجبره. أيضا, يحتاج هذا الطفل إلى التحدث معه كثيرا ليتفاعل مع محيطه.

 

 

وأخيراً ,

نصيحتنا لكم أعزائي, أن لا تحاولوا كمربين تغيير نمط شخصية الطفل أو رفضها, بل عليكم تقبله كما هو و البحث عن الأساليب السليمة في التعامل مع كل نمط, فنحن لا نستطيع القول بأن نمطا معينا أفضل من الآخر, بل إن كل طفل هو إنسان متميز ومتفرد، ونحن كآباء من يجب علينا أن نمتلك المفتاح المناسب لشخصيته.

 

ودمتم آباءً متميزين تستمتعون بتربية أبنائكم ؛